كان يشعر بالسكينة تترقرق في جنبات المنزل ..
ان للزمن في هذا المكان المغمور بالصمت نكهته الفريدة .. كل الاشياء لها لون خاص في هذا المكان الغارق بالجلال ..
يستطيع المرء أن يراقب في هذه البقعة من دنيا الله حركة الوجود المنتظمة .. حيث جميع الاشياء ثابتة مستقرة منذ أمد طويل ..
وانطلق ذهنه المتوقد الى اماكن بعيدة الى حيث يقتتل الاخوة وتنزف الدماء ، وتهتز الأرض تحت سنابك خيول مجنونة .. آه متى ينعم الانسان بالسلام؟!
وأفاق الجوهري على صوت « بدر » الذي احضر المائدة :
ـ مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك وأنت خارج من « فيد »!
خشع قلب عيسى وقال :
ـ حسبي بهذا برهاناً .. فكيف آكل ولم أر سيدي؟
وجاء صوت رخيم مفعم بالحب :
ـ يا عيسى كل من طعامك فانك تراني ..
جلس عيسى الى المائدة .. فرآى سمكاً وتمراً ولبناً قال في نفسه :
ـ عليل وسمك ولبن وتمر؟!!
وجاءت كلمات الامام هادئة من وراء ستر :