وبالرغم من الاخطار المحدقة قرر عيسى الجوهري وهو رجل قد اجتاز الأربعين الحج ، وكان همه لقاء صاحب الزمان فقد دار همس كثير حول ظهوره في المدينة المنورة ، فشد الرحال الى مكة لأداء مراسم الحج ..
كانت سماء حزيران (٢٠٤) تزخر بالنجوم عندما غادر الجوهري مكة باتجاه المدينة وعندما وصل هضاب « فيد » شعر بوعكة في صحته ، وتاقت نفسه الى تناول السمك والتمر.
وفي المدينة راح الجوهري يتنسم الاخبار من إخوانه حتى تأكد له أن الامام قد ظهر في واد يدعى « صابر ».
وانطلق الجوهري يطوي الأودية والكثبان الرملية حتى أشرف على واد فسيح قبيل الغروب ولاح في طرف الوادي منزل تسرح بالقرب منه عنيزات عجاف ..
ما إن وصل المنزل حتى ظهر له بدر الخادم انه يعرفه جيداً فقد رآه آخر مرة منذ ثمانية أعوام في وفاة الامام الحسن.
هتف بدر :
ـ يا عيسى الجوهري! ادخل.
ودخل الرجل الذي يحلم برؤية الامام يسبح الله ويحمده ..
ووقعت عيناه على منظر جميل في الفناء الظليل .. كل شيء كان هادئاً وقد انصرف بدر لشأن ما ..
ظهرت نجيمات المساء ، ونهض الجوهري للصلاة ..