٣٠
كان عام ٢٦٨ هـ زاخراً بالأحداث العاصفة ، فقد استأنف « الموفق » عملياته الحربية ضد حركة الزنوج ، وبدأت الاستعدادات للهجوم الشامل على « المختارة » عاصمة التمرد الخطير خاصة بعد نجاح « أبو العباس بن الموفق » (٢٠٢) وغلامه « رشيق » (٢٠٣) بقطع طريق الامدادات التي تصل المختارة من البادية العربية.
فقد عبرت الجيوش العباسية الأنهار والمسطحات المائية ، واصبح الهجوم العام وشيكاً جداً.
وقد أدّى الحصار الشديد الى تصدع الجبهة الداخلية وبدأت عمليات هروب كبرى ولجوء الى القوات الحكومية التي راحت تشجع على هذه الظاهرة ، بل أن الموفق استخدم بعض الزنوج الأقوياء وضمهم الى قواته ..
وكان موسم الحج مهدداً ذلك العام عندما حاولت قوات موالية لحركة الزنوج الهجوم على مكة ، فراحت تعيش في الطريق وتنهب الطعام وتعور عيون المياه فارتفعت اسعار الخبز في مكة بشكل جنوني ، كما شن الأعراب غارات على قوافل الحجيج ..