وجل وإليهم ..
نضّر الله وجهه وأقال عثرته » (٢٠٠).
وبلغ من حزن الامام عليه أن بعث بكلمات تواسي الى ابنه الذي نهض بمهمة السفارة الخطيرة :
ـ « أجزل الله لك الثواب ، وأحسن لك العزاء.
رزئت ورزئنا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا.
فسرّه الله في منقلبه ..
كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولداً يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه » (٢٠١).
ونهض محمد بن عثمان بأعباء السفارة في زمن يضج بالأحداث وكان كل شيء يتزلزل ، ولم يعد هناك من ثبات في زمن غادره السلام ..
ودجلة وهو يخترق بغداد يشطرها شطرين.
الفقراء في أكواخهم ينطوون على جوعهم وعريهم .. تشتعل في أعماقهم الأماني الخضراء بغدٍ أفضل يتطلعون الى شمس تمنحهم الدفء في زمن الزمهرير ..
بينما تنهض قصور الاثرياء وتجار الحروب المترعة بالليالي الحمراء.
أما الأرض الاسلامية فقد غدت أسلاباً لذوي الاطماع والطموح وفرّت كل الاشياء الجميلة.