ـ مد الله في عمرك إذا كان الذي لابد منه فمن يخلفك في سفارتك :
التفت الرجل صوب ابنه فقال بصوت فيه حشرجة :
ـ محمد ابني!
ـ انت اخترته؟!
ـ بل اختاره حجة الله.
أعاد محمد رسالة الامام الى مكانها وأغلق الصندوق وأراد أن يعيده الى والده الذي مد كفاً ترتجف : أن اتركه عندك!
وفي لحظات السحر من تلك الليلة الخريفية ودع الرجل العالم بعد عمر قضاه في جهاد عميق الغور .. كان كمن يبذر في مساحات الوجدان حبات الحلم الأخضر .. يوم تشرق الشمس من وراء السحب فتغمر العالم بالدفء والنور والربيع.
وكان لرحيل عثمان بن سعيد العمري في تلك الظروف المريرة أصداء حزينة ، وألقى الأسى بكلاكله على بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
ووصلت ابنه محمد رسالة عزاء رقيقة من الامام جاء فيها :
« إنّا لله وإنا اليه راجعون ..
تسليماً لأمره ورضاءً بقضائه ..
عاش أبوك سعيداً ، ومات حميداً.
فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه.
فلم يزل مجتهداً في أمرهم .. ساعياً فيما يقرّبه الى الله عز