التقارير تفيد بوجود رجل زنجي يجلس عادة عند الباب كما لو أنه بوّاب (٢٢٦) .. ولذا فان ارسال ثلاثة مسلحين واقتحام المنزل سوف يضع حدّاً لهواجسه وقلقه .. ان لديه رجالاً لا يفقهون سوى تنفيذ الأوامر ..
نسائم آذار تهب من ناحية الشمال وترافق دجلة الذي ارتفع منسوب المياه في مجراه مثيراً هواجس الفيضان التي تخامر أهالي بغداد كل عام ..
كان المعتضد يتمشى في حدائق قصر الحسني المطلة على النهر ولم يكن مكترثاً فيما يبدو لما حوله .. فيما انتشر حراس غلاظ قرب الجدران تحسباً للطوارىء.
وفيما كانت شمس الأصيل تقرض ذرى النخيل ظهر ثلاثة رجال اشبه بالعمالقة يتقدمهم « رشيق » غلام المعتضد .. سرعان ما امتثلوا امام الخليفة الذي تموج أعماقه بهواجس جهنمية ..
حدق المعتضد في عيني رشيق لتغوص نظراته الى الأعماق وهذه هي طريقته عندما يصدر أوامر خطيرة أو يكلف أحداً بمهمة مصيرية!
قال الخليفة السادس عشر الذي انهى نفوذ الاتراك في شؤون الحكم :
ـ انطلقوا فوراً الى سامراء .. ليركب كل واحد منكم فرساً ويجنب آخر .. اسألوا عن « درب الحصا » فهناك دار كبيرة يجلس