محمد بن عثمان ، فأرسل وراء جمع من زعماء الشيعة وفي طليعتهم أبو سهل اسماعيل النوبختي ، وأبو جعفر أحمد بن متيل وأبو عبد الله بن محمد الكاتب ، وعبد الله بن الوجناء والحسين بن روح وكان واضحاً أن الرجل يودع الحياة .. جلس ابن متيل عند رأسه ، وجلس الحسين بن روح عند قدميه واتخذ الباقون أماكنهم قربه ..
قال الشيخ بصوت فيه حشرجة الرحيل وخطورة البلاغ الأخير :
ـ هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي! القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر ، والوكيل والثقة الامين فارجعوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم .. بذلك أمرت .. وقد بلغت!
وفي خطوة لا تصدر إلا عن نفس امتلأت علماً مضيئاً نهض ابن متيل من مكانه ليأخذ بيد الحسين بن روح ويجلسه في مكانه عند رأس الشيخ ثم ليجلس هو عند قدميه ..
وابتسم الشيخ الوقور رضاً وتألقت عيناه بنور سماوي ..
وشعر الحاضرون بالحب لهذا الرجل الذي كان الجميع يعتقدون بأنه سيكون هو السفير الثالث بعد رحيل الشيخ وعندما اُنتخب ابن روح سلّم له الأمر وأصبح أشد المخلصين له (٢٦٨).
ويتصدى ابن روح لهذه المهمة الخطيرة في زمن عمت فيه