عندما مرّ موكبه ذات يوم وسمع امرأة مظلومة تناديه :
ـ أسألك بالله أن تسمع مني كلمة ..
وعندما توقف لها قالت :
ـ قد كتبت اليك في ظلامتي غير مرة ولم تجبني .. وقد تركتك وكتبتها الى الله تعالى.
كانت المرأة احدى ضحايا هذه الحقبة الوزارية السوداء ، ولكن ابن الفرات الذي مات وجدانه لم يعبأ بشكوى المرأة ولم تهز ضميره الميت كلمة الله ..
لقد أدرك بعد فوات الأوان أن الله قد استجاب لهذه المظلومة فتمتم أمام موظفيه :
ـ ما أظن إلاّ ان جواب رقعة تلك المرأة المظلومة قد خرج (٢٧٩)!
وفي صباح اليوم التالي ٨ ربيع الاول حضر نازك قائد الشرطة ومعه مجموعة من الجنود فدخلوا على ابن الفرات وهو عند الحريم ، واخرج حافيا مكشوف الرأس وسيق الى شاطىء دجلة وهناك وجد « مؤنس » الخادم الذي لقب بالمظفر فادرك إنها النهاية ... قال القائد العسكري بغيظ بعدما سمع توسلات ابن الفرات :
ـ تخاطبني الآن بالاستاذ ، وكنت بالامس الخائن الساعي في فساد الدولة واخرجتني من بغداد مع جنودي تحت المطر ولم تمهلني؟!