٤٤
كانت خلافة القاهر عهداً للأرهاب والرعب والاغتيالات السياسية .. وقد كان شرّيراً لا يمكن التكهن بمواقفه .. أمر بحفر خمسين زنزانة تحت الأرض في قصره!
وبدأ يقضم الرؤوس الواحد بعد الآخر فكان مؤنس هو الأول وتوفيت « شغب » متأثرة بالتعذيب الوحشي الذي تعرضت له ووصلت القاهر أخبار حول محاولة انقلابية كان الوزير ابن المقلة أحد الضالعين بها ، فاختفى عن الانظار قبل القبض عليه فصودرت أملاكه ثم اضرمت النار في قصره كما تعرضت للنهب املاك أقاربه.
وشعر جميع من أيد القاهر بالندم فلقد كان سكيراً شريراً أهوج (٢٩١).
وفي غمرة هذه الظروف تألق نجم بني بويه واتسم حكمهم بالعدل والتسامح فعظم نفوذهم ، خاصة بعد سقوط شيراز في قبضة عماد الدولة بن بويه.
وخلال تلك الفترة كانت بغداد مسرحاً رهيباً للدسائس والمؤامرات ، ونشط الوزير الهارب ابن مقلة في بث دعاية مضادة