للقاهر ، وكثرت اتصالاته بالقادة العسكريين ليلاً تارة في زي أعمى وتارة في زي مكدٍ وتارة في زي امرأة (٢٩٢) ويحرضهم ضد الخليفة الأهوج.
وصادف وصول بغداد اسرى من القرامطة فزجهم الخليفة في الزنزانات الخمسين ، ولكنه في الحقيقة كان يحاول استخدامهم ضد مناوئيه وخصومه.
وعندما أثارت خطوته شكوك الجيش أمر قائد الشرطة بنقلهم الى أحد القصور ورعايتهم فزادت شكوك خصومه وبدأت قطعات من الجيش بالتحالف سرّاً للاطاحة بالقاهر والقضاء على حكمه.
ووصلت تقارير خطيرة الى الوزير الخصيبي تفيد بأن التحرك سيكون غداً فجر السادس من جمادى الأولى ، وأرسل الوزير في منتصف الليل من يحيط الخليفة علماً ولكن الخليفة كان قد أفرط في السكر طوال الليل ولم يستطيع الحاجب اعلامه.
كانت نسائم نيسان (٢٩٣) المنعشة تهب مفعمة بأريج دجلة الندي عندما زحف الجنود الغاضبون الى قصر القاهر واقتحموه من جميع الأبواب ..
وفرّ الخليفة الى سطح الحمام ، وسرعان ما انهار فسلم نفسه واقتيد مخفوراً الى الزنزانات فافرج عن السجين الذي كان