ابن بابويه في نفس الوقت الذي أشار اليه السفير علي بن محمد السمري (٣٠٨).
وكان لهذه الواقعة اثراً طيباً في تعزيز ثقة الطائفة الشيعية بالسمري سفير الامام ودليلاً على أن المهدي ما يزال يعيش بين ظهرانيهم وقد آتاه الله من الحجج مثلما آتى جدّه الذي منحه اسمه وكنيته ومهمة حمل الأمانة في تطبيق شريعته في واقع الحياة.
لم تعد بغداد مدينة للسلام بعد عنف الحوادث التي باتت تعصف بالأرض الاسلامية خاصة العراق الذي استحال الى مسرح للحروب المستمرة وكانت عيون الطامعين تتطلع الى الاستيلاء على عاصمة الدولة الاسلامية ..
ان شمس الحضارة الاسلامية تؤذن بالأفول .. وبغداد غارقة في الفتن والمؤامرات والاطماع .. وفي حمأة الغرائز البشرية وحمّى الشهوات ..
حتى الطبيعة كانت هي الأخرى انعكست عليها آثار هذا الانحطاط الحضاري عندما لم يعد هناك من يصغي الى صوت العقل والضمير الانساني.
ففي ليلة غادر سماءها القمر ذهل سكان بغداد لمنظر الشهب التي بدأت تنقض منذ المساء وظلت تنهمر بلا انقطاع حتى مطلع الفجر (٣٠٩).