وانتهز البريدي الفرصة وراح يفكر بالاستيلاء على بغداد التي تعاني من الجوع فيما كان الحنابلة المتعصبون يهاجمون مسجداً للشيعة في حي « براثا » بالكرخ ، كما هاجموا حي الصيارفة ، فاضطر الخليفة الى اعتقال عدد من الحنابلة وأن يشدد الحراسة على مسجد « براثا » ولم تهدأ الفتن الطائفية إلا بعد وفاة البربهاري زعيم الحنابلة في محل اختفائه لكنه خلف لاتباعه منهج العنف في التعامل مع المذاهب الاسلامية (٣٠٦)!
وفي منزل السفير الرابع علي بن محمد السمري حضر بعض زعامات ومشايخ الشيعة وكان بينهم رجال قدموا من مدينة قم فسأل السمري أحدهم عن الشيخ ابن بابويه القمي (٣٠٧) بعد أن وردت انباء عن اصابته بوعكة صحية فقال الرجل :
ـ تركته في فراش المرض وكان هذا آخر عهدي به .. ولكن البريد الذي وصل قبل يومين يقول انه قد استقل من مرضه.
وبعد أيام فوجىء الذين حضروا مجلس السفير بقوله دون مقدمات :
ـ آجركم الله في علي بن الحسين فقد قُبض في هذه الساعة.
سارع أحدهم فأخرج دفتراً وقلماً وسجل التاريخ الساعة ، اليوم ، والشهر.
ومرّ اكثر من اسبوعين عندما وصل البريد يفيد بوفاة الشيخ