نحن الآن في مطلع سنة ٣٢٩ هـ تشرين الثاني ٩٤٠ م ، وكانت الغيوم الخريفية ما انفكت تتحشد في السماء ثم تتبدد فتبدد معها آمال الناس بموسم خصب جديد .. يعيد للأرض الخراب بهجتها وللأسواق ازدهارها ورخاءها.
وفي منتصف ربيع الأول وفيما كان الخريف يلملم أيامه الأخيرة تلقى أهل بغداد بوجوم عابر نبأ وفاة الخليفة الراضي فلم يعد للخلفاء من اهمية في ظل الحكام العسكريين ..
وظلت الدولة الاسلامية دون خليفة ريثما يفصل في هذه القضية بجكم في واسط والذي أرسل كاتبه الكوفي الى بغداد وفرضت حراسة مشددة على قصر الخلافة!!
وشكل الكوفي مجلساً استشارياً للبت في ترشيح الخليفة القادم واستدعيت وربما لأول مرة شخصيات من العلويين .. وتردد اسم ابراهيم بن المقتدر ، وعندما وافق بجكم على هذا الترشيح تسنم الخليفة الجديد منصبه بشكل رسمي في العشرين من ربيع الأول واختار من بين الألقاب التي عرضت عليه لقب « المتقي » ولم يكن له من الخلافة سوى الاسم وبلغ من استضعاف بجكم له أن أمر بنقل بعض أثاث قصر الخلافة الى قصره.
وفي شهر رجب اغتيل بجكم في رحلة صيد في المناطق بين الأهواز وواسط أثناء عودته اليها وقد اغتاله بعض شبان الأكراد بعد أن أغار على مضاربهم.