ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني ، والصيحة فهو كذّاب مفتر ..
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم » (٣١٠).
وتلقى الحضور النبأ بوجوم ثم ما لبثوا أن استنسخوا التوقيع.
ستة أيام فقط وينقطع الحبل الذي يربط سفينة الشيعة بالربان العظيم الذي يحاول هدايتها الى شاطىء السلام ..
لقد ترك لهم قيادة السفينة وسط أمواج الحياة المتلاطمة بعد أن دخل دائرة الحلم الأخضر ..
عليهم أن ينهضوا بالعبء وحدهم .. أن يرتفعوا الى مستوى المسؤولية في التمهيد الى لحظة الحضور والظهور ..
فالمهدي لم يختف عن الانظار إلا لأنه عاش في زمن رهيب .. زمن يصلب الانبياء .. ورياح الزمهرير ما تزال تهب مجنونة وتقضي على الفراشات القادمة من أجل الربيع.
وها هو الآن يقرر الاختفاء نهائياً بعد أن استحال الى أمل دافىء وغد مشرق ينتظره المعذبون في الأرض ..
سوف يعود عندما تضج الأرض من الآثام .. وتمتلأ بالشرور ..
ويتطلع الناس الى القادم الأخضر ..
وتمرّ الأيام حزينة كقطيع من النعاج يساق الى الذبح وأطل يوم ١٥ شعبان ..
كان منزل علي بن محمد السمري آخر سفراء المهدي