بالإضافة إلى إيمان الأخير ببطلان معمعة الأخباريين حيث قال في « حدائقه » :
« وقد كنت في أوّل الأمر ممن ينتصر لمذهب الأخباريين وقد أكثرت البحث فيه مع بعض المجتهدين من مشائخنا المعاصرين » ـ ولعلّه يقصد الوحيد البهبهاني ـ إلى أن يقول :
« إلاّ ان الذي ظهر لي ـ بعد إعطاء التأمّل حقّه في المقام وإمعان النّظر في كلام علماءنا الأعلام ـ هو إغماض النّظر عن هذا الباب وإرخاء الستر دونه والحجاب وإن كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والأبرام ... إلى آخر ما ذكره » (١).
هذا بالإضافة إلى تعزيز المناهج الأصوليّة وقواعد الإستدلال ووضع الحلول ودفع الأوهام وبناء المدرسة الأصوليّة من جديد.
استمرار المدرسة الأصوليّة على طول الخط
ومن الخطل زعم اندراس المدارس الأصوليّة إلى حدّ الأفول أيام صولة الأخباريين ـ كما ربّما يظنّه بعض.
كيف! ولم تخل المحافل العلميّة والمعاهد الدينيّة يوما من حضور المجتهدين لا سيّما في عواصم البلاد وحواضر العلم والإجتهاد.
وهاك أسماء نبذة ممّن عاصر الأمين الأستر آبادي إلى طبقة الوحيد البهبهاني ولنبدأ :
١ ـ بالمقدّس الأردبيلي المتوفي سنة ٩٩٣ ه.
٢ ـ السيد حسين بن الحسن الكركي المجتهد المتوفي سنة ١٠٠١ ه.
٣ و ٤ ـ وصاحبي المدارك والمعالم السيّد السند والأصولي المعتمد المتوفيان سنة ١٠٠٩ وتبعه الخال سنة ١٠٠١١ ه.
__________________
(١) الحدائق الناضرة : ١ / ١٨٣ ط دار الأضواء.