الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري قدسسره
وحيث بلغ الحديث إلى هنا فلنلوي بالقلم إلى صوب ذلك العلم البطل الجبّار شيخنا وشيخ الطائفة الشيخ الاعظم مرتضى الأنصاري.
ومن باهر آياته وأعظم كراماته قبل كل شيء نفسه النفيسة ، بل القدّيسة التي نظمته في سلك أساطين الورع والتقى ممن يضرب بهم المثل في العصور.
ولم يحظ شيخنا بولد ذكر رغم انه تزوّج أكثر من حليلة ، اللهم إلاّ صبيّا مات بعد قضيّة معروفة جرت عليه من قابلة أمّه ، ولم يكن الشيخ طاب ثراه ممّن يتفرّغ للنساء والخلوة والتلذّذ بهنّ ولكنه كان يطلب الولد الذّكر حتى اجتمعن عنده أربعة نسوة ـ على ما قيل ـ إذ كان يحب أن يبقى له من بعده ولد يأخذ بأطراف العلم والدين ويحافظ عن ثغور شريعة سيّد المرسلين صلوات الله تعالى عليه وآله الطاهرين ليبقى له بذلك ذكر في الدنيا ويتباهى به يوم الدين.
فأبدله الله عزّ وجل ( فأراد ربّك أن يبدله ) بولدين فقيهين ذكرين قام من مجلسهما الآلاف من طلبة علوم أهل البيت عليهمالسلام والمئات من المجتهدين والفقهاء العظام وقد منّ الله سبحانه وتعالى عليهما بطول العمر وسعة الصّدر وعادا على أبيهما المرتضى بحسن الذكر ، فكانا له لسان صدق في الآخرين.
وربّ إنسان يعقّب سلحفاة خيرا له من أن يعقّب ذريّة ذكرانا حفاة لا تربطهم بالدين صلة ولا يرجى لهم نجاة ، وهذا « مكاسب » الشيخ و « فرائده ».
نعم الأشبال نعم الأنجال.
خلّدا لأبيهما الذّكر الجميل والثناء الجلي ولا يزالان حيّين في خير مجالس الناس في دور العلم ونوادي الفضل ، ولعلّك لا تصدّق إذا قلت لك :
بأنّ « الفرائد » لوحده كتب عليه حتى اليوم أكثر من مائتي شرح وحاشية بين مطوّل