ومختصر فارسيّة وعربيّة ولو لا خوف الملل لسردت لك قائمة أسماء الكثير منها (١).
ولعلّ أوسع هذه الشروح والحواشي وأغزرها مادّة وأكثرها نفعا ما خطّته يراعة تلميذة الأصولي الفقيه الميرزا محمد حسن الآشتياني في كتابه « بحر الفوائد في شرح الفرائد » ويزداد أهميّة حينما تعلم بأنّه كتبه أيّام حضوره على أستاذه البحر المتلاطم العلاّمة الأنصاري وتزداد عجبا إذا علمت ان الميرزا حينما كان يقرّر هذه الأبحاث كان في عنفوان شبابه وكان له المحلّ الرفيع عند أستاذه.
لا أريد أن أتحدّث عن عظمة الشيخ الأنصاري في إبداعاته الأصوليّة أو إبتكاراته الفقهيّة ـ خصوصا ما جاء به في الفقه المعاملي حيث قد كتب الناس عن ذلك وتحدّثوا ـ بقدر ما أريد أن أثير إعجابك حينما تطّلع على كثرة المجتهدين الذين قاموا من مجلس درسه حتى قيل : إنّه طاب ثراه ربّى أكثر من ثلاثمائة مجتهد ، وتزداد تحيّرا عند ما تتعرّف على هؤلاء الأعاظم الأفاخم بل تتصاغر وتتقاصر عند أصغرهم.
هذا هو المحقق الخراساني أصغر من حضر في درسه وآخر من شارك في بحثه فما ظنّك بغيره؟!!
إنّها مواهب الله إنّها عطيّة الله والله ذو الفضل العظيم.
والعجب كلّ العجب انّه لم يحفل بأحد من هؤلاء الفحول ـ على ما قيل ـ ما سوى السيّد المجدّد الشيرازي المتوفى سنة ( ١٣١٢ ه ) والميرزا حبيب الله الرشتى ( ١٣١٢ ه ) والشيخ حسن النجم آبادي الطهراني المتوفى بعد الشيخ بقليل ومترجمنا بدرجة أدنى.
ويزول الإستغراب بعد أن تتأمّل في سيرة الشيخ فتراه لا يأبه بالأعاظم من معاصريه حتى مشائخه حيث يعبّر عنهم ببعض المعاصرين أمثال الشيخ أحمد النراقي ( م ١٢٤٥ ه ) وسيّد « المفاتيح » ( م ١٢٤٢ ه ) وصاحب « الجواهر » ( م ١٢٦٦ ه ) ونظراءهم فكيف بتلامذته وهم أبناء حلقة درسه؟!
__________________
(١) انظر الصحائف ٧٨ ـ ٩١ من مجلّة نور علم ، العدد : ٢٧ ـ الصادر في ذي الحجّة ١٤٠٨ ه.