باديء بالفاظ « الكفاية » ثم « الفرائد » ثم عقليّات « الكفاية » ( مباحث الحجج والأصول العمليّة والتعارض ) وهذه هي المنهجيّة الموضوعيّة المتّبعة عند النجفيين.
ولكي ينسجم الطالب مع البحث الأصولي ويتدرّج معه إلى الهدف المنشود ويتسلسل مع القواعد الأصوليّة ليبلغ إلى المقصود لا بد لنا من أن نقتصر له المسافة أوّلا وننظمه في سلك إبداعات مدرسة متمحورة على أساس أفكار الشيخ الأعظم ـ أو ما يسمى بالأصول الجديدة ـ ومتفرّعة عنه ، كما لا بد أن تكون الأساس في الإنشعابات الأصوليّة المعاصرة ـ ثانياً ـ.
على أنّها يجب أنه تتّسم بقوّة في الدليل وموضوعيّة في البحث وجزالة في التعبير وجودة في البيان وشرح لأفكار الشيخ ونقد لمباني الآخوند وفي الوقت نفسه غير خالية عن الإبداعات الجديدة والإبتكارات الفريدة بعيدة كلّ البعد عن طلسمة الأفكار وتعقيد الآراء وخلط ما لا ينفع ، متجنّبة عن التطويل فيما لا طائل تحته والإختصار المخلّ الذي ليس فيه من خير للباحث إلاّ التضييع من وقته ....
وهذا ما لا نجده اليوم إلاّ في مدرسة المحقق الأصولي الجليل الميرزا محمد حسين النائيني قدسسره ( م ١٣٥٥ ه ) فانه الشارح « للرسائل » والناقد لل « كفاية » والمحقق الأوّل الذي ترجع إليه المدارس الأصوليّة المتأخرة عنه ، بل والمعاصرة له ، فهذا المحقق العراقي ( م ١٣٦١ ه ) ناقد لأفكاره مرتض للبعض مطوّر للآخر.
والطالب الأصولي عند ما ينتهي من السطوح يلتقي مع النائيني في الخارج والعاكفين عليه والطائفين حوله ، رغم انه لم تربطه صلة به قبل ذلك مما يجعله في حيرة من أمره ويلزمه الطفرة لحفرة غير متوقّعة في مسيره ، هذا مع انه لو كان يدرس « فوائد » كاظميّات النائيني لكان يتدرّج في مسيره من مباحث الالفاظ إلى الأدلّة العقليّة بسير متوازن وحداني مكملا لدوره أصوليّة تعتبر أرقى المدارس الأصوليّة المعاصرة غير مبتعد عن آراء الشيخ الأعظم ولا ناس لمباني الآخوند.
وإذا ما ورد على الخارج ورده غير مرعوب منه مستأنسا به مشرفا عليه مطلعا