على لباب الفكر الأصولي الحديث متربّعا عند أحفاد هذه المدرسة غير مستطيل للبحث ولا عاجز منه.
وإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك فما هذا التهالك على « الرسائل » و « الكفاية »؟!! أفي النائيني شكّ وهو رائد القوم ، أم ليس في « فوائده » من هداية أو كفاية؟!
والمحطة الأخيرة :
العلاّمة الأصولي الفقيه الميرزا محمد حسن بن جعفر الآشتياني قدس الله تعالى نفسه الشريفة وكتابه « بحر الفوائد ».
مولده ونشأته العلميّة :
أمّا هو فقد ولد ( سنة ١٢٤٨ ه ) بين أبوين كريمين من عشّاق أهل البيت عليهمالسلام في مدينة آشتيان التي تقع بين مدن قم وتفرش وأراك.
أمّا أبوه الميرزا جعفر فلم تكن له أمّ علويّة ـ كما هو نفسه أيضا ـ وإنّما جاءهم هذا اللقب من جهة أخرى ، يقول الأخ زماني نژاد في تقدّمته لكتاب « قضاء » المترجم له :
« شهدت مدينة آشتيان في النّصف الأوّل من القرن الثالث عشر الهجري أسرة علميّة تسنّم أفرادها الفضلاء مناصب [ حكوميّة ] ككتّاب الرّسائل وإدارة المكاتب والمحاسبات وأطلق على هؤلاء ـ كما كان معتادا آنذاك [ خصوصا عند الأتراك ] ـ [ لقب ] الميرزا » (١).
وكيف كان : لم يقدّر له أن يعيش بين أحضان والده أكثر من ثلاث سنوات فملئت له والدته الكريمة هذا الفراغ بعد وفاة أبيه ريثما يكبر ويتدرج إلى رشده وبعد تعلّم القراءة والكتابة ، درس القرآن الكريم وأخذ أوّليّات الأدب في آشتيان ثم غادرها إلى حوزة بروجرد حيث مهبط هواة العلم وبغاة الفضيلة لتميّزها بوجود شخصيّات فذّة أمثال الشيخ أسد الله البروجردي ( م ١٢٧١ ه ) الذي كان له قسط من الزعامة والمرجعيّة بين أقرانه في
__________________
(١) كتاب القضاء : ١ / ١.