ثانيهم : الشيخ حبيب الله الرشتي ( م ١٣١٢ ه ) حيث كتب جملة وافرة من تقريرات بحثه.
وثالثهم : هو المترجم له وهو أكثرهم دقّة وإحاطة وأضبطهم نقلا ، بل وأوسعهم بسطا في مقام بيان مراد الشيخ بل وأثبتهم.
ويتلوه في هذه المزايا زميله الطهراني ثم الرّشتي كما لا يخفى على من لاحظ المخطوطات والمطبوعات من دروس الشيخ ومقرّري بحثه به وإن كان المشهور على الألسنة لا يؤكّد ما نقول.
وثمّة عتب جميل على الأمانة العامّة لمؤتمر تكريم الشيخ الذي انعقد عام ١٤١٤ ه وأخصّ بالذات منهم الأمين العام للمؤتمر وفقه الله تعالى لكل خير مشكور المساعي محمود الجهود.
فلو لا نفر منهم طائفة ليتحسّسوا عن تراث الشيخ المدرسي الذي قرّره شركاء بحثه في الدرس ولا سيما المترجم وزميله النوري الكلانتري ، لا لأن ما قاموا به من عمل قليل كلاّ ، بل لأنّ أكثر كتب الشيخ المخطوطة بقلمه لم تخل عن نقص لا يسدّه شيء ولا يملأ فراغه إلاّ بحوثه التي ألقاها على ثلاثمائة مجتهد من نخبة وجوه أهل العلم في ذاك العصر ومنهم من لم يفوّت شيئا من بحوثه إطلاقا خصوصا من حضر بحثه لمدّة عشرين سنة مقرّرا واعيا فاهما ناقدا بصيرا أمثال من ذكرناهم ، ومن الخسران تضييع هذا التراث الضخم ، خصوصا وأنّ الشيخ لا يزال رائد كلّ إبداع وتجديد في مجالي الفقه والأصول ، بل كل من جاء من بعده طفيليّ أبحاثه وهو الذي به يعول ، بل « فرائده » و « مكاسبه » قرآن الكتب الدرسيّة ولعلّه لم يوفّق كتاب من كتب علماء الإسلام بعد « شرائع الاسلام » بمقدار ما حظى هذان الكتابان من الاقبال حتى درسهما الآلاف من طلبة العلم وكتبت عليهما المئات من الشروح والحواشي ولا تزال تكتب من جديد طالما تبقى متصدّرة أرقى مدراج البحث والتحقيق على مرّ الدهور والسنين ، فما أحوجنا إلى فهم المقصود من كلامه إذا كان مبيّنا على لسانه؟