الجزائري ( م ١٤١٩ ه ) في شرحه على « الكفاية » في عدّة مواطن وكذا السيّد يوسف المدني التبريزي في كتابه « درر الفوائد ».
ولعل السرّ يرجع إلى عدم حضور الآشتياني في حاضرة العلم الكبرى ـ النجف الأشرف على مشرفه آلاف الصلاة والسلام مدى الليالي والأيّام ـ هذا من جهة ومن جهة ثانية طول الكتاب وتفصيله ؛ فإنّ للإختصار حظّا من التوفيق والقبول ، ألا ترى الكفاية؟! على انّنا وجدنا المشاركة الميدانيّة الجادّة في المقام للأصولي المحقق الجليل الميرزا النائيني قدسسره ( م ١٣٥٥ ه ) الذي هو في طبقة تلامذة الميرزا الآشتياني قدسسره حيث أصبح الشارح الأوّل لمباني الشيخ والناقد لها بالإضافة إلى نقد مدرسة الآخوند الخراساني قدسسره مما عزّز من مقامه العلمي الرفيع وجعله يحتل المكانة الأولى في الدراسات الأصوليّة المعاصرة كما سبقت الإشارة إليه.
وبالرغم من ذلك فإن الباحث الأصولي لا يستغني عن فوائد الآشتياني طالما أراد التعرّف الكامل بأصول مدرسة الشيخ الأنصاري طاب ثراه ذلك لأنه متدفّق من فلق فم الشيخ نفسه ومستمد من ذهنيّة تلميذه الوّقادة وكفاءاته العالية واستعداده الموهوب وقلمه السيّال وفكره الثاقب الجّوال.
ومهما يكن من أمر ، فإن عظمة المحقق الآشتياني وجلالة قدره وصدارته في حوزة آراء الشيخ الأصوليّة والفقهيّة مما اطبق عليه الأوّل والآخر والسابق واللاحق.
ثم ان الميرزا الآشتياني أوّل ما كتب « البحر » كتبه في أيّام حضوره على استاذه حتى فرغ منه أيام حياة الشيخ ولم يكن له يومئذ اسم معروف اللهم إلا الحاشية على « الفرائد » وانتشر بين أهل العلم.
ولما جاء إلى طهران واشتغل بتدريس « الفرائد » أضاف إليه الشيء الكثير وغيّر وبدّل وزاد ونقص ونقّحه وذهّبه وهذّبه حتى فرغ منه بهذه الصورة وسمّاه « بحر الفوائد في شرح الفرائد » وقام بطبعه سنة ( ١٣١٥ ه ) بطهران بإشراف منه ، فكانت النسبة بين المطبوع والمخطوط السابق منه نسبة العموم والخصوص من وجه.