فكان يقيم الجماعة في « جامع الهندي » ، ويؤمه المصلون على اختلاف طبقاتهم بإرشاد وتوجيه من السيد بحر العلوم.
كما خصص للقضاء وحلّ الخصومات الشيخ شريف محي الدين (١) « فكان يرشد إليه في ذلك علما منه بمهارته في القضاء ، بتثبته في الدين ، وسعة صدره لتلقي الدعاوي والمخاصمات ».
وتفرّغ هو لأعباء التدريس ، والزعامة الكبرى ، وإدارة شئون الخاصة والعامة.
إن هذا التقسيم من السيد بحر العلوم لإدارة شئون الجامعة النجفية دلل على وعي كبير للقيادة الدينية ، وأبرز عصره السيد بحر العلوم بطابع جماعي في تحمل المسئولية القيادية ، وعبّر عن نضج ووعي يختلف كل الاختلاف عن العمل الفردي الذي يسود المرجعية الدينية بما يرهقها بزخم المسئوليات الكبيرة والعديدة.
ولنا أن نسمي هذا العصر عصر النهضة العلمية ، لكثرة من نبغ فيه من
__________________
وقصيدة اخرى في مدح الإمام علي عليهالسلام مطلعها :
لعلي مناقب لا تضاها |
|
لا نبي ولا وصي حواها |
وقصيدة اخرى في نفس الموضوع مطلعها :
بأكرم خلق الله رب الشريعة |
|
بدأت بمدحي إذ به بدء فطرتي |
توفّي في النجف عام ١٢٥١ ه ، ودفن في إحدى غرف الصحن الحيدري. ترجمه الطهراني ـ الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ١ / ٤٣٢ ـ ٤٣٥ ، وحرز الدين ـ معارف الرجال ١ / ٢٥٨ ـ ٢٦٢ ، وكاظم عبد الأمير الفتلاوي ـ مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف : ١٢٤ / طبع قم ٢٠٠٦ ( الطبعة الاولى ).
(١) في حدود المصادر المتوفرة لدي لم أجد ترجمة للشيخ شريف محي الدين سوى ما جاء في مقدمة كتاب السيد بحر العلوم « الفوائد الرجالية » عنه. الجزء الأول / ٤١ النص الذي أشرنا إليه.