التقليد ، وتقتضيها طبيعة العصر ، حيث رأى إسناد هذه المراكز الهامة إلى شخصيات مؤهلة لهذه المناصب بجدارة.
فقد ركز الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفّى عام ١٢٢٨ ه (١) للتقليد والفتوى حتى أجاز لأهله وذويه الرجوع إلى الشيخ كاشف الغطاء (٢).
وقدّم الشيخ حسين نجف المتوفّى ١٢٥١ ه (٣) للإمامة والمحراب ،
__________________
(١) جعفر بن خضر بن شلال الجناجي النجفي ، ( جناجة : إحدى قرى العذار في الحلة ) ، وقد لقب باسم كتابه الفقهي « كشف الغطاء ». ولد في النجف عام ١١٥٤ ه ، فقيه مشهور من شيوخ الشيعة في عصره ، وزعيم اسرته المعروفة بالعلم والأدب والفضيلة في النجف. وآل كاشف من أقطاب الجامعة العلمية النجفية ، وكان الشيخ معاصرا للسيد بحر العلوم ، وأرجع له تقليد الامة في زمانه ، له مؤلفات عديدة من أبرزها كتابه « كشف الغطاء » وله مواقف مشهورة في مجابهة الوهابية ، كما له موقف مع رئيس الأخبارية الميرزا محمد أمين الأسترآبادي الأخباري ، توفّي بالنجف عام ١٢٢٨ ه ودفن بها في مقبرتهم الخاصة. ترجمه محمد حرز الدين ـ معارف الرجال ١ / ١٥٠ ـ ١٥٧ ، والزركلي ـ الأعلام ٢ / ١٢٤ ، والقمي ـ المصدر المتقدم ٣ / ٨٧.
(٢) مقدمة رجال السيد بحر العلوم ١ / ٤١ ـ ٤٢ / طبعة النجف.
(٣) حسين بن الحاج نجف بن محمد النجفي المولود في النجف سنة ١١٤٩ ونشأ فيها ، من أعلام القرن الثالث عشر الهجري ، وقد وصفته المصادر : إن الشيخ حسين نجف كان مثلا في التقوى والصلاح وطهارة النفس ، حتى كان اعتقاد الناس جميعا فيه على نحو اعتقادهم في سلمان الفارسي رضوان الله عليه ، وأشارت بعض المصادر : إنه كان أخص الناس بالسيد محمد مهدي بحر العلوم ، حتى أنه كان وصيا من بعده ، كما كان إمام جماعة يصلي بمسجد الهندي في النجف بطلب من السيد بحر العلوم ، وعرّفته بعض المصادر : إنه شاعر ، وله ديوان شعر في مدح أهل البيت عليهمالسلام « ومن الغريب ـ كما تنقل بعض المصادر ـ أنه كان يعجز عن النظم في غير أهل البيت ، وكانت قريحته لا تجود والقوافي لا تطيعه إذا رام النظم في غيرهم ، ولهذا لم يرث استاذه السيد مهدي بحر العلوم مع كونه خصيصه ووصيه » وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليهالسلام تزيد على أربعمائة وخمسين بيتا ، ومطلعها :
أيا علة الإيجاد حاربك الفكر |
|
وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر |