العلمي الكربلائي ، كان له صدى حافل بالإكبار والتقدير » (١).
وعادت جامعة النجف إلى ميدانها العلمي كمركز شاخص للحركة العلمية على يد السيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفّى عام ١٢١٢ ه (٢) تلميذ الوحيد البهبهاني ليفتح فيها آفاقا جديدة لإدارة الجامعة العلمية النجفية ، لعلها هي الاولى من نوعها في حياة المرجعية بعد عصر الأئمّة عليهمالسلام.
وتتجسد مسئولية المرجع الديني بصفته المركز الذي يرجع إليه الناس في امور دينهم ودنياهم ، ويتولى شئون المسلمين بأن ينظم أعمال المرجعية بما تنسجم وطبيعة الظروف ، وقد وفق السيد بحر العلوم لهذه المهمة الكبيرة حيث كانت من أولويات أعماله المرجعية تنظيم المناصب التي تخص الإنسان في حياته اليومية ، كالتقليد ، والفتوى ، والقضاء ، وحل الخصومات ، وإمامة الجماعة ، وغيرها من المسئوليات التي تخص مراجع
__________________
(١) محمد باقر الصدر ـ المعالم الجديدة : ٨٤ ـ ٨٥ الطبعة الاولى / النجف.
(٢) محمد مهدي بن مرتضى بن محمد بن عبد الكريم ، المنتهى نسبه إلى إبراهيم المعروف بـ « طباطبا » ابن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن عليهالسلام ، المولود في كربلاء عام ١١٥٥ ه ونشأ فيها ، وربّاه والده المرحوم السيد مرتضى ، حيث درس أوليات مقررات الحوزة فيها على أعلام من الحوزة ، ثم حضر درس خارج الاصول على والده ، وعند ما تقدم في المسيرة العلمية ، اختص بالشيخ الاستاذ الوحيد البهبهاني في بحث الاصول ، وفي الفقه بالشيخ يوسف البحراني ، وبقي فيها مفيدا ومستفيدا لعام ١١٦٩ ه حيث انتقل إلى النجف ، وحضر بحوث أعلام عصره في الفلسفة والحكمة ، ثم مرجعا شاخصا حتى وفاته عام ١٢١٢ ه ودفن في الساحة الخارجية لجامع الشيخ الطوسي في النجف الأشرف. انظر ترجمته مفصلا في مقدمة كتابه « الفوائد الرجالية » بقلم العلمين السيد محمد صادق والسيد حسين بحر العلوم ، الجزء الأول : ٨ ـ ١٢٦ / طبع النجف مطبعة الآداب ١٩٦٥.