الفصل الثاني
الجامعة العلمية النجفية بعد عهد السيد بحر العلوم حتى السيد الاصفهاني
حفلت جامعة النجف الأشرف العلمية خلال القرن الثالث عشر الهجري بمركزية واسعة في الحركة الفكرية بحيث كوّنت وجودها العلمي في الميدان الفقهي والاصولي بعد فترة السيد بحر العلوم ( رضوان الله عليه ).
وكانت مظاهر هذا الدور بارزة جلية في هذين المجالين ، إلى جانب بقية العلوم المتعلقة بالمجال الحوزوي ، والتي دللت على أن النجف برعت في اختصاصها بالفقه والاصول ، إضافة إلى نهضتها الفكرية والمعرفية في الميادين الاخرى ، كالتفسير والفلسفة وعلم الحديث والأدب ، وخاصة في ميدان الشعر.
ولا شك أن شخصية رائد النهضة الفكرية الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفّى عام ١٢٨١ ه (١) والذي احتضنته الحوزة العلمية زعيما لقيادة جامعتها ، بعد انتهاء دور مؤسس المرحلة الثالثة السيد محمد مهدي بحر
__________________
(١) مرتضى بن محمد بن أمين الأنصاري ، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ، ولد في مدينة دزفول سنة ١٢١٤ ه ، كان مرجعا وإماما ، وانتهت إليه زعامة الحوزة العلمية في النجف ، ورجعت له الشيعة بالتقليد ، بعد أن اشتهرت مرجعيته ، حتى نقل عن العلاّمة الكبير الشيخ أحمد النراقي أنه قال في حقه « لقيت خمسين مجتهدا لم يكن أحدهم مثل الشيخ مرتضى الأنصاري ». ترجمه الشاهرودي ـ المصدر المتقدم : ١١٣.