العلوم المتوفّى ١٢١٢ ه والشخصيات العلمية التي رفدت تلك الفترة ، كالشيخ جعفر كاشف الغطاء ، والشيخ محمد حسن النجفي « صاحب الجواهر » وأمثالهما كان له كل الأثر في تنشيط حركة جامعة النجف العلمية ، واعتبار الشيخ الأنصاري رائدا لمرحلة مهمة من مراحل الدور الثالث الذي تمثل فيه الفكر العلمي منذ أكثر من مائة عام (١).
ولكن المواجهة الفكرية بين الاصوليين والأخباريين التي احتدمت في أوائل القرن الحادي عشر الهجري ، وتفجّرت في عهد المرحوم الميرزا محمد أمين الأسترآبادي (٢) والمرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء فترة طويلة (٣) ، أدت إلى تطور علم الاصول تطورا هائلا في مدرسة الشيخ الأنصاري ( عطر الله مرقده ).
وقد أكسبت هذه المعركة ( علم الاصول ) قوة ومتانة واستحكاما يؤهله لمثل هذا التطور الهائل الذي حدث في مدرسة الشيخ الأنصاري رحمهالله (٤).
__________________
(١) الشهيد محمد الباقر الصدر ـ المصدر السابق ٨٨ ـ ٨٩.
(٢) الميرزا محمد أمين الأسترآبادي مفجّر الحركة الأخبارية ، قال عنه الشيخ يوسف البحراني المتوفّى عام ١١٨٦ ه : « كان أخباريا صلبا ، وهو أول من فتح باب الطعن على المجتهدين ، وتقسيم الشيعة إلى أخباري ومجتهد ، وأكثر في كتابه « الفوائد المدنية » ( المطبوع بايران سنة ١٣٢١ ) من التشنيع على المجتهدين ، بل ربما نسبهم على تخريب الدين ، وما أحسن وما أجاد ، ولا وافق الصواب والسداد ، لما ترتب على ذلك من عظيم الفساد » راجع يوسف البحراني ـ لؤلؤة البحرين : ١١٨ تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم / طبع مؤسسة آل البيت للطباعة والنشر قم / مطبعة مهر الطبعة الثانية.
(٣) ولمزيد من الاطلاع على الحركة الأخبارية والاصولية يراجع كتاب محمد بحر العلوم ـ الاجتهاد اصوله واحكامه : ١٦٨ ـ ١٨٣ طبع بيروت دار الزهراء للطباعة والنشر ١٩٩١ ( الطبعة الثالثة ).
(٤) لمزيد من الاطلاع على هذا التطور الاصولي يراجع بحث « الشيخ محمد مهدي