بعد وفاة رائد الجامعة العلمية النجفية الشيخ الأنصاري عام ١٢٨١ ه أسند منصب زعامة المرجعية الدينية لجامعة النجف الأشرف للسيد ميرزا محمد حسن الشيرازي ، وعرف بـ « المجدد الشيرازي » (١) ، وأنه تم ذلك بانتخاب من تلامذة الشيخ الأنصاري ، الذين تدارسوا أمر المرجعية العامة بعد الشيخ الأنصاري قدسسره ، وترشيح من هو مؤهل لها ، فاتفقت كلمتهم على ترشيح السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي (٢).
والظاهر أن السيد الشيرازي قدسسره تمتع بقابلية جيدة من الذكاء والفطنة ، فقد تقبّل العلوم المقررة للحوزة في مقتبل عمره بصورة أهّلته
__________________
الآصفي » تطور علم اصول الفقه في مدرسة النجف الحديثة على يد الشيخ الأنصاري وتلاميذ مدرسته ، مطبوع ضمن موسوعة النجف الأشرف ـ جعفر الدجيلي : ٧ / ٣٠٧ ـ ٣٦٥ إصدار دار الأضواء للطباعة والنشر ١٩٩٧.
(١) السيد محمد حسن بن الميرزا محمود بن الميرزا إسماعيل بن مير فتح الله بن عائد لطف الله بن مير محمد مؤمن الحسيني الشيرازي ، المعروف بـ « المجدد الشيرازي » المولود في شيراز عام ١٢٣٠ ه ونشأ فيها ، وهاجر إلى أصفهان ، وأكمل مقدمات العلوم الحوزوية بها ، ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف وحضر على حلقات بحوث علماء وقته ، واختص بالشيخ مرتضى الأنصاري حتى وفاته عام ١٢٨١ ه فرجع المقلدون إليه بالتقليد ، واتسعت مرجعيته ، وانتقل إلى سامراء لغرض التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وتخرّج على يده جمع من الأعلام ، توفّي في سامراء عام ١٣١٢ ، ونقل إلى النجف محمولا على الرءوس ، ودفن في مقبرته الشهيرة بجوار باب الطوسي للصحن الحيدري. راجع ترجمته : حرز الدين ـ المصدر المتقدم : ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٣٨. ولزيادة الاطلاع على هذا الموضوع يراجع محمد بحر العلوم ـ الإمام المجدد الشيرازي ( بحث ) مقدمة لكتاب تقريرات آية الله المجدد الشيرازي : ١ / ١٩ طبع قم مطبعة مهر ١٤٠٩ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤٠٩.
(٢) الشيخ آغا بزرگ الطهراني ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر ( طبقات أعلام الشيعة ) : ١ / ٤٣٦ طبع في خراسان إيران ، مطبعة سعيد سنة ١٤٠٤ ( الطبعة الثانية علّق عليها المرحوم المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي ).