لدراسة كتاب « شرح اللمعة الدمشقية » لمؤلفه الشهيد الثاني (١) وهو في حداثة عمره ، وهذا الكتاب فقهي استدلالي علمي يعتبر من أهم مصادرنا الفقهية ، وقد درسه السيد الشيرازي وهو في الخامسة عشر من عمره. كما ذكر أنه حصلت له إجازة الاجتهاد من الشيخ صاحب الجواهر وهو في سن مبكرة (٢).
وأضاف الشيخ الطهراني : كان شيخ الطائفة المرتضى الأنصاري يعظّمه بمحضر طلابه ، وينوّه بفضله ، ويعلي سموّ مرتبته في العلم ، وقد أشار إلى اجتهاده غير مرة ، فقد سمعت جمعا من أشياخنا الأعاظم أن الشيخ قال مرارا : بأني اباحث لثلاثة : الميرزا حسن الشيرازي ، والميرزا حبيب الله الرشتي ، والآغا حسن الطهراني (٣).
وقد تمتعت مرجعية السيد الشيرازي بمميزات عديدة ومهمة وجديرة بالاقتداء في بعض خصائصها من قبل المرجعية العامة (٤) ، فقد مثلت تطورا
__________________
(١) زين الدين بن نور الدين ، علي بن أحمد بن محمد العاملي الجبعي ، المعروف بـ « الشهيد الثاني » المقتول عام ٩٦٦ ه.
(٢) الطهراني ـ المصدر السابق : ١ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ، هامش : ١.
(٣) الطهراني ـ المصدر المتقدم : ١ / ٤٣٨.
(٤) تميزت مرجعية السيد المجدد الشيرازي بجوانب بالغة الأهمية نوجزها بالآتي :
أوّلا : انتقال مركز المرجعية الشيعية إلى سامراء :
للسيد الشيرازي نظرة شمولية للعراقيين لوحدتهم وتماسكهم ، في سبيلها خطى خطوته الرائعة من أجل الوحدة العراقية ، وخاصة بين الشيعة والسنة ، حيث قرر نقل المرجعية الدينية من مركزها في النجف الأشرف إلى سامراء التي تحتضن مرقد الإمامين : العاشر علي الهادي ، والحادي عشر الحسن العسكري ـ عليهماالسلام ـ أئمة الهدى من آل بيت المصطفى عليهمالسلام ، وتقع هذه المدينة شمالي بغداد على بعد ١٣٠ كيلومتر ، على الضفة اليسرى من نهر دجلة سابقا ، أسسها المعتصم بن هارون