__________________
الرشيد العباسي سنة ٢٢١ ه ، واتخذها بعض الخلفاء العباسيين عاصمة لملكهم ، وهجروا بغداد.
وتسكن سامراء عشائر عراقية من المسلمين السنّة ، وبحكم تردد الكثير من المسلمين الشيعة وزوار العتبات المقدسة من داخل العراق وخارجه لهذه المدينة لغرض تجديد عهدهم بإمامين من أئمتهم الميامين عليهمالسلام ، فقد فكّر الإمام السيد ميرزا حسن الشيرازي بتقوية أواصر وحدة المسلمين العراقيين أولا ، وترسيخ الاخوة بين الوافدين من الأقطار الإسلامية وسكان المدينة ثانيا ، لذا قرر نقل مركزه المرجعي من النجف إلى سامراء ، وإذا انتقل المرجع إلى سامراء فسوف يتبعه المسلمون الشيعة وخاصة الذين يقصدون زعيمهم الديني تعضيدا للوحدة الإسلامية بين المسلمين ، ولما في ذلك من مصلحة للامة ، وفعلا حقق ما أراد عام ١٢٩١ ه وانتقل معه جمع غفير من أعلام وطلاب الحوزة العلمية النجفية ، وتبعهم وجوه شيعة الفرات والجنوب ، وجمع من الشيعة ، وأصبحت سامراء مركز المرجعية الدينية الإمامية فيها حتى وفاة السيد الشيرازي ١٣١٢ ه.
ثانيا : اعتداده برأي الآخرين من أهل الحل والعقد :
قد يكون الكثير من مراجع الدين يستعينون برأي الآخرين ممن يصطفونهم لهم كمستشارين ، والسيد الشيرازي بالرغم مما عرف عنه من حصافة الرأي وبعد النظر والتفكير برويّة في الامور العامة التي تتعلق بالبلاد سياسية كانت أو اجتماعية ، فانه كان يدعو أهل الرأي والمشورة من وجوه تلاميذه وغيرهم ، ويعرض عليهم القضية التي من أجلها دعاهم ، وبعد أن يجمع آراءهم ويناقشها يبتّ فيما يقتضي ذلك الأمر.
ويصف الراوي ذلك حين يتحدث فيقول : « وكان زمام اموره الداخلية والخارجية بيده عدا الوقائع العرفية العامة والسياسية ، فانه يعقد لها مجلسا يحضره وجوه تلامذته الأعلام وأهل التدبر ».
ثالثا : فتوى تحريم التنباك :
توسعت مرجعية السيد الشيرازي في ذلك العهد إلى درجة أنها استقطبت المناطق الشيعية في العالم الإسلامي والعربي ، ورجعت إليه بالتقليد ، وقد توضحت بصورة جلية في فتوى السيد بتحريم « التنباك » وقضية « التنباك » يمكن إيجازها بالآتي :