__________________
تحدثنا المصادر : أن الحكومة الإيرانية القاجارية عقدت اتفاقية مع شركة إنكليزية باحتكار ( التبغ الإيراني ) خمسين عاما ، بدءا من سنة ١٨٩٠ م ، وهذا الامتياز للشركة الأجنبية رأى الشعب الإيراني فيه أنه مؤثر سلبيا على الحركة التجارية الداخلية والسوق المحلية ، فطالب الإيرانيون الشاه بعدم عقد هذه الاتفاقية للضرر الكبير الذي يصيب البلاد ، فلم يستجب الشاه لذلك ، وأصر على إبرامها ، وعلى أثر عدم أخذ الشاه بمصلحة الشعب اندلعت انتفاضة شعبية بقيادة علماء الدين الايرانيين ، وطلبوا من المرجع الديني في سامراء السيد الشيرازي أن يتدخل في الأمر ، ولم ينفع تدخله مع الشاه فقرر السيد أن يصدر فتواه الشهيرة بتحريم التنباك ، ونصّها :
بسم الله الرحمن الرحيم
« استعمال التنباك والتتن حرام بأي نحو ، ومن استعمله كمن حارب الإمام عجل الله فرجه » محمد حسن الحسيني الشيرازي.
وكانت هذه الفتوى بمثابة القنبلة التي فجّرت الواقع الديني لدى المسلمين الايرانيين ، وامتنع الأهالي من استعمال تدخين التنباك ، وسرى الإضراب عن التدخين إلى قصر الشاه وعائلته حيث امتنعوا عنه بتاتا ، كما نقل أن زوجة الشاه امتنعت عن التدخين ، وأمرت بتكسير آلات التدخين الموجودة في القصر ، وعلم الشاه بذاك ، وتيقن أن « سلطان الدين أقوى من كل سلطان » فألغى الشاه الاتفاقية وخضع لأمر الدين.
رابعا : بحثه الفقهي مبنيا على حاجة الجماهير :
من إبداعات السيد الشيرازي في درسه الفقهي أنه كان يطلع على الرسائل الواردة له ولطلابه والتي تتضمن الاستفتاء عن المسائل الشرعية ، فكان يختار المهم منها ويعنونها لدرسه اليومي ، ويعتقد أنها أكثر أهمية لحاجة الناس إلى جانب درسه التقليدي ، وهذه نظرة إبداعية هامة تعالج الكثير من القضايا التي تتناول حل المشاكل التي يصطدم بها المقلدون ، هذا بالإضافة إلى المواضيع الرئيسية من أبواب الفقه ، والتي كانت مدار بحثه اليومي. وتحدثنا بعض المصادر في هذا الصدد فتقول :
وكان مجلس بحثه مزدحما بالعلماء والمدرسين ، وتأتيه الاستفتاءات من سائر الأقطار الإسلامية ، ويحرر المسائل المهمة منها ، ويجعلها عنوانا يدرس به