إليها ، وتصطدم محاولات التعرف على شخصيته الفذة بقلة المصادر ، لتكون أمام الباحث عقبة كأداء ، ورغم كل هذا فسوف أسير في محاولتي الشاقة رغم كوني قريبا إلى سيدي الأستاذ ، ولم أفارقه إلاّ حين اضطرتني الظروف الخاصة إلى الابتعاد عن الوطن قرابة أربعة عقود بائسة استولى عليها نظام دكتاتوري شمولي فخلط الأوراق قسرا ، وعاث بالبلاد فسادا. وانتقل إلى رحمة ربه وأنا رهين الغربة ، وحرمت من إلقاء نظرة الوداع على جثمانه الطاهر عرفانا بأبوّته الروحية لي.
وأرى من الواجب أن أقدّم جميل الشكر ومتكاثر التقدير لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله ) فقد أمر بتشكيل لجنة من فضلاء الحوزة العلمية لتحقيق « التراث الاصولي » لأستاذه المرحوم آية الله العظمى الشيخ الحلي قدسسره ، وهذا تمام الوفاء بالنسبة لأستاذه الراحل.
كما حملني سماحته ( حفظه الله ) مسئولية كتابة دراسة عن حياة شيخنا الحلي ، ورأيت خير مناسبة أن أسدي إلى سيدي الإمام الراحل الأب العطوف ، والمربي العظيم بعض ما عليّ ـ وعلى أخويّ الشهيدين السيدين علاء الدين وعزّ الدين ـ من واجب الوفاء والتقدير مقابل ما أولانا به من عطف أبوي ، ورعاية لا تقدّر بثمن ، راجيا أن أوفق لذلك ، مستمدا منه سبحانه العون والتسديد.
|
محمد بحر العلوم النجف الأشرف في ٢٠ / ربيع الثاني / ١٤٢٨ هـ |