|
حسن الإنشاء ، دقيق الخاطر ، جيّد الفكر. قرأ المترجم في طهران وأصفهان بعد المبادئ على العلاّمة الحكيم المولى عبد الله الزنوزي الطهراني الحكيم ، مدرّس العلوم العقلية في المدرسة الفخرية في طهران ، وغيره من علماء عصره ، ثمّ هاجر إلى عتبات أئمّة العراق ، وقرأ في الحائر الشريف الحسيني على العلاّمة الإمام السيّد إبراهيم القزويني الحائري صاحب كتاب ضوابط الأصول وغيره من المؤلّفات الرائقة ، ثمّ انتقل منها إلى النجف الأقدس ، ولازم فيها مدرسة حضرة الأستاذ علاّمة الأعلام شيخنا المرتضى الأنصاري مدّة من الزمان ، وكان من أركان حوزته الكريمة وعمد أصحابه ، حتّى حاز فيها مقاما ساميا في العلم وشهد أستاذه الإمام بنيله إلى مرتبة الاجتهاد وعلوّ المقام ، ثمّ رجع إلى طهران ورجع إليه العامّة في سنة ١٢٧٧ الهجري القمري. كان المترجم رحمهالله مدرّس العلوم النقلية في المدرسة الفخرية ، وكان ذلك من أجلّ مراتب العلم والروحانية في ذاك العهد ، وكان جليلا شاخصا وجيها في الدولة والعامّة ، ولكن ابتلاه الله تعالى بكفّ البصر في أواخر أمره ، فانقطع عن الناس واعتزل عن الأمور ، حتّى توفّي فيها في سنة ١٢٩٢ الهجري القمري ودفن في جوار حضرة السيّد عبد العظيم الحسني خلف بقعة حمزة بن موسى الكاظم عليهمالسلام ، وقبره ظاهر معروف. وكان ولادته في سنة ١٢٣٦ في طهران. رثاه نجله الفاضل ميرزا أبو الفضل الكلانتري بقصيدة فاخرة ، مطلعها : |
دع العيش والآمال واطو الأمانيا |
فما أنت طول الدهر والله باقيا (١) |
__________________
(١) القصيدة مذكورة في ديوانه : ص ٥٨٩ ـ ٦٠٤.
وأيضا رثاه بقصيدة أخرى مذكورة في ديوانه : ص ٢١٦ ـ ٢٢٤ ومطلعها :
الدار دار ليس فيه قرار |
|
والموت خصم ليس منه فرار |