فقال له : بايع وإلاّ ضربت عنقك.
فخرج علي من الدار.
فلحقه القوم وأرجعوه حتّىٰ ألجأوه علىٰ البيعة.
وهكذا تمّت البيعة لعثمان طبق القرار ، ولكن هل بقي عثمان علىٰ قراره مع عبد الرحمن ؟ إنّه أرادها لبني أُميّة ، يتلقّفونها تلقّف الكرة ، فثار ضدّ عثمان كلّ أُولئك الّذين كانوا في منى وعلى رأسهم طلحة والزبير ، اللذين كانت لهما اليد الواسعة الكبيرة العالية في مقتل عثمان ، لأنّهما أيضاً كانا يريدان الأمر ، وقد قرأنا في بعض المصادر أنّ بعض القائلين قالوا لو مات عمر لبايعنا طلحة ، وطلحة يريدها وعائشة أيضاً تريدها لطلحة ، ولذا ساهمت في الثورة ضدّ عثمان.
أمّا عبد الرحمن بن عوف ، فهجر عثمان وماتا متهاجرين ، أي لا يكلّم أحدهما الآخر حتّىٰ الموت ، لأنّ عثمان خالف القرار ، وقد تعب له عبد الرحمن بأكثر ما أمكنه من التعب ، وراجعوا المعارف لابن قتيبة ، فيه عنوان المتهاجرون ، أي الذين انقطعت بينهم الصلة وحدث بينهم الزَعَل بتعبيرنا ، ومات عبد الرحمن بن عوف وهو مهاجر لعثمان.
وهكذا كانت الشورىٰ ، فكرة لحذف علي.