أيّام ، فإن مضت ولم يعيّنوا أحداً قتلوهم عن آخرهم ، وصهيب الرومي هو الرقيب عليهم ، وهناك خمسون رجل واقفون بأسيافهم ، ينتظرون أن يخالف أحدهم فيضربوا عنقه بأمر من عبد الرحمن بن عوف.
وفي التواريخ والمصادر كالطبقات وغير الطبقات ، جعل الأمر بيد عبد الرحمن بن عوف ، لكن عبد الرحمن بن عوف لابدّ وأن يدبّر القضيّة بحيث تطبّق كما يريد عمر بن الخطّاب وكما اتفق معه عليه ، إنّه يعلم رأي علي في خلافة الشيخين ، ويعلم مخالفة علي لسيرة الشيخين ، فجاء مع علمه بهذا ، واقترح علىٰ علي أن يكون خليفة علىٰ أن يسير بالناس علىٰ الكتاب والسنّة وسيرة الشيخين ، يعلم بأنّ عليّاً سوف لا يوافق ، أمّا عثمان فسيوافق في أوّل لحظة ، فطرح هذا الامر علىٰ علي ، فأجاب علي بما كان يتوقّعه عبد الرحمن ، من رفض الالتزام بسيرة الشيخين ، وطرح الأمر علىٰ عثمان فقبل عثمان ، أعادها مرّةً ، مرّتين ، فأجابا بما أجابا أوّلاً.
فقال علي لعبد الرحمن : أنت مجتهد أن تزوي هذا الأمر عنّي.
فبايع عبد الرحمن عثمان.
فقال علي لعبد الرحمن : والله ما ولّيت عثمان إلاّ ليردّ الأمر إليك أو عليك.