كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين » في حين ان الشيخين كانا ـ في اوائل خلافتهما ـ يسالان الصحابة ما جاء عن رسول الله (١) أو الذكر الحكيم ـ لكن عمر غيّر منهجه بعد ان خُطأ من قبل كثيرٍ من الصحابة في فتاواه ، وفيما يرو يه عن رسول الله (٢) ، وحكت كتب السير عنه أنّه قال لمن أُتي إليه بمصاحف الحديث استجابة لامره : « نأخذ منكم ونرد عليكم » (٣) وثبت عن عمر أنّه حدد الافتاء بمن يكون اميراً ، فقال لبعض الصحابة : كيف تفتي الناس ولست أميراً ؟ وِلِّ حارها من تولى قارها (٤).
وجاء عن أبي موسى الاشـعري أنّه كان يفتي بالمتعة ، فقال له رجل : رويدك ببعض فتياك ، فانك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين [ يعني به عمر ] في النسل (٥).
فإذا كان هذا فعلهم مع كبار الصـحابة الاحياء كأبي موسى ،
__________________
(١) انظر السنن الكبرى للبيهقي ١٠ : ١١٤ ، ٦ : ٤٧٥ ، ٨ : ٢٣٦ ، الموطأ ١ : ١٨٠ ح ٨ ، ٢ : ٥١٣ ح ٤ ، سنن أبي داود ١ : ٣٠٠ ح ١١٥٤ ، ٣ : ١٢١ ح ٢٨٩٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠٨ ح ١٢٨٢ ، ٢ : ٩٠٩ ح ٢٧٢٤.
(٢) انظر ما كتبه الاستاذ المحاضر في « منع تدوين الحديث ».
(٣) تاريخ دمشق ٤٠ : ٥٠٠ ، كنز العمال ١٠ : ١٣٠ / ح ٢٩٤٧٩.
(٤) الجامع لمعمر بن راشد ٣٢٩٦١١ ، مصنف عبدالرزاق ٨ : ٣٠١ ح ١٥٢٩٣ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٤٩٥ ، ٤ : ٦١٢.
(٥) صحيح مسلم ٢ : ٨٩٦ / ١٥٧ ، مسند أحمد ١ : ٥٠ ، سنن النسائي ( المجتبىٰ ) ٥ : ١٥٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٥ : ٢٠.