بنفسه ، فانتظر وقت الصلاة ، فنظر من ثقب الدار إلى وضوء ابن يقطين فراه يتوضا وضوء العامة ، فتركه ؛ لان علي بن يقطين كان قد ارسل إلى الإمام الكاظم برسالة يسأله عن مسألة مسح الارجل منكوساً ، فأجابه الإمام بجواب آخر غير ما سُئل به ، وامره بغسل الارجل في الوضوء ، فتعجّب ابن يقطين من جواب الإمام ، لكنه امتثل أمر الإمام ، واخذ يتوضأ بوضوء العامة ، وعندما انتهى الامر ، وتغير راى هارون فيه جاءه كتاب آخر من الإمام يأمره بالرجوع إلى الوضوء السابق (١).
وهذا النص يعرفنا بأ نّ الحكام كانوا يتعرفـون على الطالبيين من خلال الوضوء والصلاة ، وغيرها من الامور المختلف فيها بين المسلمين ، لان الطالبيين ـ هم أبناء رسول الله ـ وهؤلاء كان لا يمكنهم مخالفة سنة جدهم رسول الله ، والذي عرفوه بواسطة ابائهم واجدادهم. أي أن الحكّام استخدموا الدين كمدخل للاطاحة بالمتدينين والمخالفين السياسين ، وهناك امثلة كثيرة على ما نقول ، يمكن للباحثين الوقوف عليها واستقصاءها والتدبر فيها ، وإليك مثال آخر في هذا السياق ، وهو ما جاء في مقاتل الطالبيين : عن هارون الرشيد وانه كان يريد القبض على يحيى بن عبدالله بن الحسن ، وقد عين جائزة لذلك ، فجاءه شخص وقال إني عثرت عليه.
قال هارون : كيف عرفت أنّه يحيى بن عبدالله ؟
__________________
(١) أنظر الخرائج والجرائح ١ : ٣٣٥ ، بحار الانوار ٤٨ : ١٣٦ ، ٧٧ : ٢٧٠.