يختص الامر في المقايسة بين مرويات الإمام علي ومرويات عمر بن الخطاب مثلاً ، بل يجب تعميمه على بقية الصحابة ، لان مرويات عمرو بن العاص ومعاوية ، والمغيرة بن شعبة وامثالهم تصب في جهة ، ومرويات ابن عباس ومعاذ ، وابن مسعود وامثالهم تصب في جهة اخرى ، ويا حبذا ان يقوم احد الاخوة بدراسة شخصية الرسول الاعظم من منظار زوجتيه عائشة وأم سلمة ، لأن عائشة تصور رسول الله شيئاً وأم سلمة تصوره شيئاً آخر ، في حين ترى ان ما صورته عائشة هو السائد والمعروف عند المسلمين ، أما نقل أم سلمة عن رسول الله فهو خافٍ على المسلمين كخفاء شخصيتها عليهم.
وحينما أوكد على مرويات الانصار لا اعني كل الانصار لأن فيهم السيء والحسن ، لكن الصفة الغالبة عليهم كان الحسن ، لقول الرسول لهم : أنّكم ستلقون الاثرة بعدي ، فاصبروا فموعدكم الجنة (١). إلى غيرها من الروايات التي جاءت في مدحهم.
وهناك محور ثالث يمكن الاستفادة منه لتوثيق فقهنا عند غيرنا من باب الالزام ، وهو من خلال رواة روايات فضائل الإمام علي ، فيجب اولاً أن نتعرّف على اسماء هؤلاء الصحابة الذين رووا فضائل الإمام علي ، ثم ننظر بعد ذلك في مروياتهم ونجمعها ، فقد يكون في
__________________
(١) مسند أحمد ٣ : ١٧١.