كذلك ، وان الوقوف على تاريخ الاختلاف ـ في أي فرع من الفروع ـ ومعرفة ملابساته والمستفيدين منه يمكن ان تحل لنا كثيراً من المسائل الخلافية ، وإني من خلال بحوثي قد استفدت كثيراً من مادّة التاريخ ، وقد بدءت كتابي ( وضوء النبي ) بتحديد تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء خلافاً لما اعتاد عليه الفقهاء في عرض الادلة ، ومن خلاله امكنني ان احل مشكلة اختلاف النقل عن رسول الله في الوضوء ، وان البحث التاريخي بنظري اهم من بحث اختلاف القراءات وما يشابهها في مسألة الوضوء من البحوث التي لان مبحث القراءات ومناقشة الادلة لم تحلّ لنا المشكلة ومنذ قرون ، لكننا ومن خلال تحديد زمن الاختلاف ودواعيه امكننا ان نقوم بخطوة ايجابيه في هذا المضمار.
لانا بوقوفنا على تاريخ الخلاف في الوضوء واسبابه ودواعيه ، ومعرفة المنتفعين منه ، امكننا ان نعتبره مرجحا لأحد القولين ، وهو ما يسمى في اصطلاح الفقهاء بجهة الصدور لان الفقيه يستعين بهكذا امور عند التعارض وخصوصاً في الامور الخلافية ، سواء كان الاختلاف في الرواية أو في القراءات القرانية أو غيرها.
والكل يعلم بأن فقهاءنا ومتكلمينا
ومفسرينا كانوا يبحثون مسألة الوضوء من الوجهة اللغوية ، والنحوية ، والقراءة القرانية ، متناسين البحث عن دواعي الاختلاف واسبابه من الجهة التاريخية ، وتحديد زمن الاختلاف ، في حين ان هذه المسألة لم تحل بالطريقة الانفه بل