كلامنا وان الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج (١).
إذن قوة الاجتهاد موجودة عندنا ، وقوة الاستنباط موجودة كذلك والحمد لله لنا أساتذة مرموقون ، وطلاب نابهين في الحوزات العلمية يقضون غالب وقتهم في الفقه والاصول ، فياحبذا أن تكون دروسهم الفقهية هي دروس مقارنة تاخذ الفقه الآخر بعين الاعتبار ، وليناقشوا ما استدل به الشافعي ومالك وأبو حنيفة وابن حنبل ، كما هم اعتادوا ان يناقشو ادلة من يختلف معهم من فقهاء الإمامية.
من المؤسف حقاً أن نرى التاريخ الإسلامي ـ بالنظر لملابساته ـ لا يعطى له تلك الاهمية في حوزاتنا العلمية ، في حين أن كثيراً من الأمور المؤثرة في فهم الفقه يمكن ان نستوحيها ونستنطقها من التاريخ ، لعلمنا بأن احد الادلة الشرعية هو السنة النبوية ، وما هو إلاّ قول وفعل وتقرير المعصوم ، والتاريخ يوضح هذه الامور ، فمواقف واقوال النبي هي سنة ، كما ان سيرة ائمتنا سنة ، ففي مواقفهم واقوالهم المتناثرة في كتب التاريخ ما يفيدنا في العمل الفقهي
__________________
(١) معاني الاخبار : ٢ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٤ / ح ٥ ، وانظر الصفحة الاولىٰ أيضاً من كتاب معاني الأخبار ، وانظر بصائر الدرجات : ٣٤٨ ، الباب التاسع في ان الأئمة يتكلمون على سبعين وجها.