عنه وذكر ان محمد بن جعفر قرأ هذه الكتب وغيرها من مؤلفاته عليه » (١).
وما ذكره غير صحيح ، لان محمد ابن المشهدي ـ كما مر ـ ولد حوالي سنة ٥١٠ ، وابن البطريق تولد سنة ٥٣٣ وقراءة الأكبر على الأصغر و الرواية عنه بعيدة ، أضف إلى ذلك أن في مشايخه أبي المكارم حمزة بن زهرة الحلبي ، المتوفي سنة ٥٨٤ والشيخ الفقيه عماد الدين الطبري المتوفي سنة ٥٥٣ ومحمد بن علي بن شهرآشوب المتوفي سنة ٥٨٨.
ثم إن رواية الشهيد عن ابن المشهدي غير صحيحة قطعا ، لان الشهيد من اعلام القرن الثامن ، وقد تولد سنة ٧٣٤ وتوفى سنة ٧٨٦ فكيف يمكن له الرواية عن محمد بن المشهدي الذي هو من مواليد حوالي سنة ٥١٠ (٢).
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٣٤٥.
(٢) الظاهر أن منشأ كلام المحدث الحر هو الإجازة الكبيرة للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني إلى السيد نجم الدين بن السيد محمد الحسيني وفيه « ويروي شيخنا الشهيد عن السيد الاجل شمس الدين محمد بن أبي المعالي عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي ، وعن الشيخ نجم الدين جعفر بن نما عن والده الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما جميع رواياته ، وبالاسناد عن الشيخ نجيب الدين محمد عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي الحائري جميع كتبه ورواياته ـ إلى أن قال ـ والشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق ـ إلى أن قال ـ جميع رواياته ومصنفاتهم » ـ البحار ١٠٩ : ٢١.
هذا الكلام يعطي ان الشهيد يروي عن ابن البطريق بوسائط ، فكلام المحدث الحر ناش عن المسامحة ، أو ان مراده الرواية عنه بواسطة.