نيرا ، ونورا بينا ، خلفا عن سلف ، لا تنقطع عنكم مواده ، ولا يسلب منكم أمره ، سبب موصول من الله ، وجعل ما خصنا به من معرفتكم ، تطهيرا لذنوبنا ، وتزكية لأنفسنا ، إذ كنا عنده معترفين بحقكم ، فبلغ الله بكم يا ساداتي نهاية الشرف ، وزادكم ما أنتم أهله ومستحقوه منه.
واشهد يا موالي وطوبى لي إن كنتم موالي أني عبدكم ، وطوبى لي إن قبلتموني عبدا ، وأني مقر بكم ، معتصم بحبلكم ، متوقع لدولتكم ، منتظر لرجعتكم ، عامل بأمركم ، آخذ بقولكم ، لائذ بحرمكم ، متقرب إلى الله بكم.
يا ساداتي بكم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه ، وبكم ينزل الغيث ، ويكشف الكرب ، ويغني المعدم ، ويشفي السقيم ، لبيكم وسعديكم يا من اصطفاهم الله فقال تعالى ذكره : ( ان الله اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ) (١).
فأنتم السفرة الكرام البررة ، أنتم العباد المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
أنتم الصفوة التي اصطفاها الله وصفاها ووصفها في كتابه فقال : ( ان الله اصطفى ادم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) (٢).
__________________
(١) الحج : ٧٥.
(٢) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.