الماعز الأهلي والجبلي وخصوصاً التشنج والامتداد ، وكذلك سعوطاً للامتداد ، وإذا عقد البول في إناء من نحاس وخصوصاً بول الإنسان نفع من البياض والجرب في العين ، وكذا مطبوخاً مع الكراث ، وقد رأى إنسان مطحول أنه أمر في النوم أن يشرب من بوله في كل يوم ثلاث حفنات فعوفي وجرب فوجد صحيحاً عجيبآ ، وبول الإنسان مطبوخاً مع الكراث ينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس فيه خمسة أيام كل يوم مرة واحدة ، ومن أخذ بول كلبة وتركه حتى ينعقد ثم غسل به الشعر سوده وكان كأحسن ما يكون من الخضاب. التجربتين : إذا طبخ جميع بول الحيوانات حتى تغلظ وعولجت به القروح والنواصير الخبيثة كلها وتمودي عليها جففها وأدملها ، ومتى كانت العلة أخبث احتاجت إلى بول أشد حرارة وحدة ، وكذا بول إناث البقر أنفع شيء للقروح الخبيثة ، والنواصير في أجسام الصبيان إذا تمودي عليه بالصفة المذكورة.
بيض : جالينوس : الذي قد ألفناه من البيض وسهل علينا وجوده أكثر فهو بيض الدجاج ، فلسنا نحتاج معه إلى غيره على أن طبع هذا البيض وذاك طبع واحد بعينه ، ومزاج البيضة أبرد قليلاً من البدن المعتدل والوسط وهي تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه ، ويجب أن يستعمل منها الطرية لأن العتيقة قد نالها آفة فأما بياض البيض ، فينبغي أن يستعمل في جميع الأوجاع التي تحتاج إلى دواء لا يلذع أصلاً بمنزلة وجع العين والجراحات التي في المقعدة والعانة وفي جميع القروح الخبيثة الرديئة ، ويخلط أيضاً في الأدوية التي تقطع الدم المحترق من أغشية الدماغ فيكون موقعها منها موقعاً حسناً نافعاً ، وهذه الأدوية تلحج وتقبض من غير أن تلذع ويخلط في الأدوية التي من شأنها أن تجفف الجراحات من غير أن تلذع كالتوتياء المغسولة ومح البيض وهو من جوهر شبيه بجوهر يعارضها ، ولذلك صار يخلط مع القيروطي الذي لا لذع معه بعد أن تسلق البيضة أو تشوى ، والأمر في أن بين هذين خلافاً يسيراً أمر بين ، وكذا الذي يشوى هو يجفف فضلاً قليلاً وبحسب ما يكتسب من هذه القوة كذلك يخرج عن اعتداله وهو يخلط أيضاً في الأدوية التي تمنع من حدوث الأورام بمنزلة الأضمدة التي تتخذ من إكليل الملك النافعة للمقعدة ، وأما جملة البيض فتستعملها بعد أن تخلط معها دهن الورد في مداواة الورم الحادث في الثديين ، وفي الأجفان وفي الأذنين إذا كان قد أصاب واحداً منها ضربة أو تورم بوجه من الوجوه وتستعملها أيضاً في مداواة الأعضاء العصبية بمنزلة المرفق والوترات التي في الأصابع ومفاصل اليدين والرجلين فإن طبخت البيضة كما هي بالخل وأكلت نفعت المواد التي تسيل وتنصب إلى المعدة والأمعاء ، وإن أنت أيضاً خلطت معها من الأدوية التي تنفع لاستطلاق البطن ووجع البطن ثم شويتها أو طبختها على نار لا دخان لها بمنزلة نار الفحم وأطعمتها العليل نفعته بذلك منفعة ليست باليسيرة وأنفع ما يخلط معها في هذا الموضع عصارة الحصرم ، والسماق نفسه وعصارته والعفص أيضاً وقشور الرمان ورماد الحلزون المحرق مع خبثة ، وكذا عجم الزبيب وحب الآس وأقوى من هذه الجلنار وهو قسطيداس وجنبذ الرمان ، وإن أنت وضعت على الحرق من الماء الحار بيضة نيئة نفعته جداً ، وإن أنت وضعتها وأخذت بياضها وحده ، فوضعته عليه بصوفة كان أجود ، وإن أنت وضعت الصفرة مع البياض كذا أيضاً وذلك لأنها تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه ، ولما كانت البيضة على هذه الحال صرنا نستعملها أيضاً في الأضمدة التي توضع على الجبهة