العين إلا فيما كان منها في الأجفان والحجاب الملتحم الذي يكون فيه الرمد ويحذر استعماله غاية الحذر من العلل المتولدة عن المواد الحادة اللذاعة المحتقنة في طبقات العين وحجبها الباطنة لأنه يسد مسام العين الظاهرة لغروبته ، ويحقن البخارات في باطنها ويمنع من تحللها ، وإذا انحصرت البخارات هناك وازدحمت جملة الرطوبات واتسعت فطلبت موضعاً أوسع من موضعها وخرقت الحجاب القرني طلباً للخروج منه أحدثت فتوقاً وقروحاً. التجربتين : وبياض البيض إذا عجنت به الأدوية المانعة من انصباب المواد شد الأعضاء ومنع من انصبابها مثل العصائب الموضوعة على الجبهة والصدغين ومواضع الكسر والرض والفسخ. قال الإسرائيلي : ومح البيض فإنه لما كان حاراً ليناً صار التحليل فيه أقوى ، ولذلك صار إذا عمل منه ضماد بدهن بنفسج لين الأورام الحارة وأسرع نضجها وحلل ما لم يجتمع منها ، فإن كانت الأورام تحتاج إلى التقوية أكثر جعل مح البيض أكثر مشوياً وإن كانت تحتاج إلى التحليل أكثر جعل نيأً ، وإذا عمل منه ضماد بدهن ورد ويسير زعفران ومر حلل الأورام المتولدة من الدم الغليظ. التجربتين : ومحاه إذا وضعت نيئة أو قليلة الطبخ على الأورام الحارة أنضجتها وسكنت آلامها لا سيما في الأعضاء الحساسة كالرمد وورم الأسفل وانتفاخه وحرقته وشقاقه. مسيح : وقشر البيض بارد في الدرجة الثانية مجفف ينفع من الحكة والجرب الحادث في العين إذا أحرق وسحق واكتحل به. التجربتين : المكلس من قشره يجفف القروح وينقص من بياض العين كحلاً ويقطع الرعاف إذا حل في ماء الكزبرة الرطبة وقطر في الأنف ، وقشر بيض النعام خاصة إذا سحق كما هو دون حرق النار ولعق بالعسل نفع من وجع الجنبين. من كناس ابن الرملي : أنه قد قطع الرعاف كم مرة بقشر بيض الدجاج المحرق حتى اسود بياضه ثم سحقه ناعماً ونفخه في المنخر بقوّة بأنبوبه فضة فانقطع الرعاف العظيم الذي كاد أن يهلك صاحبه مراراً كثيرة قال : فما رأيت دواء أنجع منه في ذلك الوقت وقال آمره بشدة حرقة والمبالغة فيه. الرازي في دفع مضار الأغذية : المختار المألوف من البيض بيض الدجاج والدراج ، فأكل بيض البط فيسهل وهو في اللذاذة والنفع وجودة الدم المتولد عنه دون هذين ، فأما بيض الأوز والنعام فثقيل وخم ولم تجر العادة لأهل الحضر بالاغتذاء به ، وأما بيض سائر الطيور الصغار فلم تجر العادة باستعماله ، وأما بيض العصافير خاصة فيهيج الباه إذا اتخذ منه عجة على السمن والبصل وليس يصلح أن يدمن على الاغتذاء به بل على سبيل العلاج ، وبياض البيض يولد دماً لزجاً وأما صفرته فتولد دماً كثيراً معتدلاً وهو كثير الغذاء ، والمسلوق المشتد منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والنيمبرشت منه أقل غذاء وأسرع نزولاً والرعاد منه والعيون معتدلة بين هذين في كثرة الغذاء وسرعة النزول وما طجن منه بالدهن فثقيل وخم بطيء النزول والدم المتولد من صفرة البيض دم جيد صحيح وهو صالح لخشونة الصدر والرئة ويزيد في الباه إذا تحسى النيمبرشت مع بزر الجرجير وملح الاسقنقور ويلين البطن ، ويسهل خروج أثقال الطعام ويغذو غذاء سريعاً ، وكذا المفصوعون والمحتجمون وكل من ضعف واحتاج إلى غذاء نافع وأنفذ ما يكون إذا خلط به شيء يسير من الشراب أو عمل ما وصفه الفاضل. ج يؤخذ صفرة البيض وينفض في قدح نصف قحف دقيق ويضرب حتى يرق ويلقى فيها لكل صفرة بيضة قدر دانق من الفلفل المسحوق ويصب عليها من المري النبطي مقدار العشر أو أكثر ومن الشراب الريحاني