أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقته ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك ).
وعليه ، فقد عرفنا أن الخليفة قد جمع الأحاديث بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي أواخر خلافته.
أما الجواب عن السؤال الثاني :
أن التقلب لم يكن لشكوىٰ أو شيء بلغ الخليفة عن أمر الغزوات والحروب ، بل لما وجده في تلك الصحيفة من روايات وأخبار ، لقول عائشة : ( فلما أصبح قال : أي بنية هلمّي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها ) ، وهذا المقطع يوضح لنا بأنّ نتيجة التقلب قد ظهر في الصباح وهو ما في الصحيفة من أخبار.
لأنا نعلم بأن الخليفة كان يعمل بالرأي ويفتي على طبقه وقد خالف بعض النصوص ، وقد رأينا الصحابة قد خطأوه في وقائع كثيرة ، فمما يحتمل في الأمر أن يكون الخليفة حين جمعه للأحاديث قد وقف على خطأه فيما أفتاه سابقا بالأرقام ، فحصلت في داخله هزة عنيفة لا يمكنه الاباحة بها ، لأن بقاء هذه الصحيفة بيد الصحابة والأجيال ستكون مدعاة للاختلاف لاحقاً.