مما يحتمل في الأمر أم يكون الخليفة قد حدثت في نفسه هزة عنيفة من جراء هذا النهي ، فمثله مثل أسامة بن زيد الذي قتل امرءاً مسلماً ظناً منه أنه أسلم خوفاً من السيف ، وحين نزلت الآية : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ) (١) خاف أسامة بعد ذلك وصار وجلاً وامتنع من الخروج والقتال مع علي بن أبي طالب ضد الناكثين والقاسطين والمارقين ، متذرعاً أنّه لا يقتل المسلمين ، متناسياً أوامر الباري في لزوم مقاتلة الباغين والمارقين و ...
ويؤيد ما احتملناه هو ما جاء في تقييد العلم في خبر خالد بن عرفطة : أن رجلاً من عبد قيس مسكنه السوس جاء إلى عمر بن الخطاب ، فسأله عمر : أنت فلان بن فلان العبدي ؟
قال : نعم.
قال : أنت النازل بالسوس ؟
قال : نعم.
فضربه ثم تلا عليه الآيات الثلاث الأول من سورة يوسف.
_________________
(١) النساء : ٩٤.
وانظر تفسير الفخرالرازي ١١ / ٣ ، والكشاف ١ / ٥٢٢ ، وتفسير ابن كثير ١ / ٨٥١.