فقال : لم ضربتني ؟
فقال : ألم تكن الذي دوّن كتاب دانيال ؟
قال : نعم.
قال : إذهب وامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم لا تقرأه ولا تقريه أحداً من الناس ، ولو سمعت بذلك لأنهكتك عقوبة.
ثم حكى له حكايته مع رسول الله وكتابته جوامع من التوراة وغضب الرسول عليه (١).
فمما يحتمل في الأمر أن يكون الخليفة قد تأثر بهذا النهي واستفاد منه لاحقاً لتطبيق ما يهدف إليه.
مع الإشارة إلى أن عمر بن الخطاب كان أول من أطلق لفظ ( المشناة ) على السنة النبوية ، وأنتم تعلمون أن اليهود كانت لهم توراة ومشناة ، فالتوراة هو الكتاب المكتوب عندهم ، أما المشناة فهو كلمات وأقوال الأخبار والرهبان.
فمما يمكن احتماله هنا كذلك هو أن الخليفة قد تصور ـ والعياذ بالله ـ أن أقوال الرسول هي ككلمات الرهبان والأحبار ـ المسببة لانحراف اليهود ـ فأراد أن يبعد الأمة عن هذا الانحراف بنهيه تدوين
__________________
(١) تقييد العلم : ٥٢.