دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (١) ، وفي آخر : ( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٢).
إذاً لا يمكن افتراض الكذب في القرآن ، لأنّه جاء على سبيل التحدي والاعجاز ، لقوله تعالى : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (٣) ، هذا أولاً.
وثانيا : أن هذا القول يستلزم منه اتهام الصحابة بفقدانهم القدرة على التمييز بين كلام الله وكلام رسوله.
ولو احتملنا إمكان حصول التباسه على البعض منهم لكان على الخليفة أن يطلب شاهداً آخر كي يثبت أنها من القرآن.
وعليه ، فهذا التعليل غير مقنع ، لامكان علاجه بالتثبت من الآية ، ولا يحتاج إلى تعطيل السنة النبوية من أجله ، ولأجله لم نر الخليفة الأول يتخذ هذا التعليل في المنع ، بل ذهب إلى تعليل آخر ، لكونه واهياً حسب نظره.
_________________
(١) البقرة : ٢٣.
(٢) هود : ١٣.
(٣) الاسراء : ٨٨.