المسلمين فيما بعد ، وعلى كل حال فالتحديث كان تيّاراً قويّاً في زمن أبي بكر ، واستحكم وجوده من بعد مقابل التيار الاجتهادي المنفلت ، وهذا ما ظهر على لسان الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب ، لقوله لهم : ( أكثرتم الحديث عن رسول الله ) ، وفي الطبقات الكبرى : ( إنَّ الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطّاب ) ، وفي تقييد العلم : ( إنَّ عمر بلغه أنّه قد ظهر في أيدي الناس كتب ) ... ، وما سواها الكثير.
٢ ـ منع أبي بكر من التحديث وإحراقه مدوّنته
بعد أن كثر التحديث عن رسول الله وصار مدّاً عارماً ، أمر الخليفة أبو بكر الصحابة بعدم التحديث عن النبيّ ، فقال : ( لا تحدّثوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله شيئاً فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ... ) ثمّ أعقب ذلك بحرق مدوّنته الحديثيّة ، حينما قال لابنته عائشة : ( أي بُنيّة ! هلمّي الأحاديث التي عندكِ ) فلمّا جاءته بها ( دعا بنار فحرقها ) إلى آخر الخبر.
٣ ـ امر عمر الصحابة بالإقلال من الحديث
نظراً لاستمرار ظاهرة التحديث والإكثار
منه ـ على عهد الخليفة