عمر بن الخطّاب ـ وعدم انصياع المحدّثين لما كان يتوخّاه أبو بكر ، راح الخليفة عمر يواصل سيرة أبي بكر بإلحاح أكثر وإصرار متزايد ، فشايع وفد الصحابة إلى الكوفة ـ إلى موضع صرار قرب المدينة ـ لأجل أن يقول لهم ( أقلّوا الرواية عن رول الله صلىاللهعليهوآله وأنا شريككم ) ، وقوله ( أقلّوا الرواية عن رسول الله إلاّ فيما يعمل به ) أو (كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله ظاهراً ) و ...
٤ ـ جمع عمر مدوّنات الصحابة وإحراقها
إنَّ النهي عن التحديث وإحراق الخليفة الأوّل لمدوّنته لم يُقابَلْ ـ من قِبَلِ الصحابة ـ بما يسرّ الشيخين ، فقد بقيت هناك مدوّنات عند كثير من الصحابة ، ومع وجود المدوّنات والمدوّنين لا يتأتّى للخليفة ما يريده ، فكان أن اتّخذ عمر بن الخطّاب خطوة جمع فيها المدوّنات عِبْرَ قوله لهم : ( فلا يبقيّن أحدٌ عنده كتاباً إلاّ أتاني به ) وقد كانوا يظنّون أنّه يريد أن ينظر فيها ويقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، لكنّهم فوجئوا بإحراقه لها لقول الراوي : ( فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار ).
وقد كان هذا الإحراق بسبب كون النصوص
المدوّنة بمنزلة الوثائق الرسميّة ـ لتخطئة الخليفة ـ بِيَدِ الصحابة ، والخليفة لا يريد أن