في خطبة له أوردها ابن شبّة في منع عمر للصحابة من التحديث : ( إنَّ حديثكم هو شرّ الحديث ، وإنّ كلامكم هو شرّ الكلام ، من قام منكم فليقم بكتاب الله وإلاّ فليجلس ) (١) ، وفي مثل تهديداته لناقلي حديث رسول الله ، كما مرَّ في قضيّة عمّار بن ياسر وأبي موسى الأشعريّ وغيرهما وعباراته التهديديّة في المنع لهم.
واستكمالاً للمنع أقدم الخليفة عمر بن الخطّاب على حبس الصحابة المحدّثين في المدينة المنوّرة كي يكونوا تحت نظره وإشرافه ولئلاً يحدّثوا بما يخالف رأيه ، فجاء النصّ يقول :
إنّ عمر بن الخطّاب حبس بعض أصحاب النبيّ ... ، وفي آخر عن عبدالرحمن بن عوف قوله : ( ما مات عمر بن الخطّاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول الله من الآفاق ... وقال : أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشتُ ، فما فارقوه حتّى مات ) وغيرها من النصوص المتقدّمة.
٦ ـ حصر العمل بكتاب الله
وكبديل عن الحديث النبويّ ، أو كتعليل للمنع ، طرح الخليفتان
__________________
(١) أخبار المدينة المنوّرة ٣ : ٨٠٠.